ﺷﺮح ﻣﺠمع البحرين
Şerhu Mecmau’l-Bahreyn- 3 Cilt
إن ابن قاضي أياثلوغي هو من منطقة أياثلوغ؛ وهي مستوطنة تاريخية ببلدة سلجوق بمحافظة إزمير في تركيا. وكان من العلماء في عصر السلطان مراد الثاني في الدولة العلية العثمانية. هو قد عُرِّف في المصادر فقيهًا في الأصول والفروع، وضابطًا دقائقَ المنقولِ والمعقولِ، ومحققًا، ومفسرًا، ومدرسًا.
قد كُتِبت طوال التاريخ على “مجمع البحرين” أحدِ “المتون الأربعة” المشهورة في الفقه الحنفي شروح وتعليقات وحواش ونظم. من أحدها هو هذا الشرح الذي بين يديكم لابن قاضي أياثلوغي. لقد أظهر أياثلوغي فيه معرفتَه وموهبتَه في الفقه بشكل عام، وعمقَه وحذاقتَه في الفقه الحنفي بشكل خاص.
يحتوي الشرح على المصادر الغنية؛ لقد استفاد أياثلوغي من المصادر الفقهية ما يقرب من مائة وخمسين كتبًا، وكذا انتفع من مصادر شتى في مجال التفسير والحديث واللغة والأدب. وأورد في شرحه إلى جانب آراء فقهاء المذاهب الأربعة آراءَ المجتهدين المستقلين وغيرهم من العلماء. وبالجملة نقل في شرحه آراء حوالي مائة وخمسين عالمًا. وقد ينتقد ويُحلِّل أياثلوغي تلك الآراء في كثير من المسائل بمعرفته العميقة. ويُعبِّر عن آرائه وتعليقاته وتفسيراته واعتراضاته مبتدأ بكلمة “أقول”. وأيضًا يُقدِّم الكثير من الآراء النادرة بالإضافة إلى الآراء الصحيحة. وبهذه السِّمات فإن الشرح يكاد يعكس المدونات في كتب الفقه الحنفي المكتوبة قبله.
بسبب هذه الميزات الرئيسية التي حاولنا التعبير عنها بإيجاز، يمكننا القول بأن هذا الشرح مصدر مهم للذين يريدون معرفة الفقه وفلسفته.